نــــــــزار حيدر لجريدة (الدار) الكويتية:
العلاقات العراقية ــ الكويتية الحسنة حجر الزاوية في استقرار المنطقة
*العراق الجديد لا يهدد جيرانه، ويرفض الابتزاز، والعراقيون مشغولون ببناء بلدهم
*لقد ولى عهد لغة التهديد والوعيد التي كنا نسمعها من النظام البائد، واستبدلت بلغة الحوار والتفاهم
*يجب ابعاد المتطرفين من مراكز القرا ر في كلا البلدين العراق والكويت، اذا اردنا ان نرتقي بالعلاقات الى القمة
*نرفض ان يمس احدا من ايتام النظام البائد، بالعلاقات العراقية ــ الكويتية الجديدة، تحت اية ذريعة كانت
*(الامة العربية) احتفت بالحذاء كما لو انه اعاد لها الكرامة واسترجع الارض المغتصبة وقضى على البطالة والامية والديكتاتورية، وحرر القدس
توطئة
عن العلاقات العراقية ــ الكويتية، ودرجة ثباتها، والجهد السئ الذي يبذله البعض لتخريبها، ومعاني (ظاهرة الحذاء) اجرى مراسل جريدة (الدار) الكويتية الاستاذ صالح القزويني، حوارا صحفيا مع نــــــــــــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن.
ادناه نص الحوار، والذي نشرته الصحيفة في عددها الصادر يوم الجمعة الماضية (2 كانون الثاني 2009):
السؤال الاول:
كيف تنظرون الى مستقبل العلاقات العراقية ــ الكويتية؟.
الجواب:
لقد ظلت العلاقات العراقية ــ الكويتية متوترة، بل على كف عفريت طوال القرن الماضي، حتى انفصمت عراها من غير رجعة بفعلة النظام الشمولي البائد الشنيعة عندما غزاها عسكريا بشعارات (القومية) المهترئة.
وبفضل الله تعالى وبحكمة الكويتيين والعراقيين (المعارضة آنذاك) نجح الطرفان في تحويل ماساة الغزو الى فرصة لاعادة ترميم ثم تمتين العلاقة بين الشعبين الشقيقين العراقي والكويتي.
ولقد لعبت قيادات عراقية بارزة تقف على راسها اية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم، دورا بارزا في تطويق تداعيات جريمة الغزو بما يخدم الشعبين والبلدين.
كما ابدت الكويت حرصا شديدا على محو آثار جريمة النظام بحق الشعبين العراقي والكويتي، وذلك من خلال الموقف التاريخي المشرف الذي وقفته الكويت الرسمية والشعبية، الى جانب محنة العراقيين مع النظام البائد، ولقد توج موقفها في قرارها الشجاع القاضي بمساعدة العراقيين على التخلص من الديكتاتور الارعن والطاغية الذليل ونظامه المهترئ، فكان موقفها الانساني الشجاع، متميزا اذا ما قورن وقتها بالمواقف المنافقة التي ابدتها واتخذتها العديد من الانظمة العربية التي كانت تحاول توظيف ماساة العراقيين لابتزاز المجتمع الدولي، او لتحقيق مكاسب انانية غير شريفة.
ومنذ التاسع من نيسان عام 2003 سعى العراق الجديد بقياداته وزعاماته الجديدة الى توظيف عملية التغيير بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين في العراق والكويت على وجه التحديد، لما توليه هذه القيادات من اهمية لهذه العلاقة التي يعتبرها العراقيون والكويتيون حجر الزاوية في امن واستقرار المنطقة بل والعالم، لما للمنطقة من اهمية استراتيجية قصوى في عالم القرية الصغيرة الجديد.
من هذا الفهم، فانا اعتقد بان على كلا القيادتين في العراق والكويت، وكذلك على كلا الشعبين الشقيقين ان يولوا اهمية قصوى لتطوير هذه العلاقة الاستراتيجية، وان يحافظوا عليها من عبث العابثين من خلال الضرب بيد من حديد كل من يحاول ان يعيدنا الى المربع الاول، وباية حجج واعذار، اذ ليس بوسع العراقيين والكويتيين ان يعودوا الى الماضي المظلم، فيتحولوا مرة اخرى الى وقود حروب عبثية يشنها طاغوت مصاب بمرض السلطة والزعامة.
لقد لمسنا جميعا مثل هذا الحرص، وبحمد الله تعالى، سواء عند القيادة الكويتية او العراقية، وهو ما يبشر بتطور العلاقات بين البلدين، ما يساهم بشكل كبير ومفصلي في استقرار المنطقة والعالم.
وكما نعلم جميعا، فان هناك الكثير من القواسم المشتركة التي يمكن للبلدين توظيفها من اجل تطوير مثل هذه العلاقة، فالى جانب الجوار الجغرافي والتاريخ المشترك والعلاقات الدينية والثقافية والفكرية بين شعبي البلدين، فان هناك قضايا الامن والنفط والتجارة وغيرها الكثير الذي يهم البلدين بشكل مباشر.
الامر المهم جدا الذي يجب ان ننتبه اليه، ونحن نبذل كل جهدنا لتطوير وتنمية هذه العلاقة، هو ان على قيادة البلدين الجارين ان يبعدا عن مراكز القرار والتاثير، كل العناصر المتوترة والموتورة والمتشنجة التي تتحين الفرص لتخريب العلاقة.