بقلم : محمد خليل الحــوري
بعد دخول الدبابات الروسية ، وزحف الجيش الأحمر إلى جورجيا، وإصطكاك الأسنة والرماح ، ونشوب حرب جديدة في منطقة القوقاز ، والتي لم تكن متوقعة ولم تكن في الحسبان ، وذلك بسبب الحماقات والحسابات الخاطئة ، لإدارة بوش وصقور البيت الأبيض الحمقى ، وهم كالعادة لا يتعلمون من أخطاءهم ويتمادون في حماقاتهم ، لكونهم - كما يتصورون - القطب الأوحد المهيمن والمسيطر على هذا العالم ، فورطوا جورجيا في حرب خاسرة ، وتركوا إبنهم المدلل شاكاسفيلي يعاني ضربات الروس الموجعة ، وسرعان ما مارسوا الرقص والتهويل على طريقة الهنود الحمر والتهديد والوعيد ، وأثاروا الغبار والضجيج من حولهم ، وكأن الحرب الباردة تكاد أن تشتعل من جديد بين الأمريكان والروس ، ولا أحد يدري ما تخبئه الأيام القادمة ، الحبلى بغيوم الحرب ودخان الدبابات والمدافع ، وما سينجم من تطورات سياسية وعسكرية بين الطرفين ، وخاصة بعد التوقيع على إتفاقية ( درع الصواريخ الأميركية ) في بولندا ، وتهديد روسيا بضربها بالأسلحة النووية .........
وهل ستعود حرب النجوم من جديد ؟؟!
تشن الولايات المتحدة الأميركية على مدى تاريخها حروب معلنة وحروب غير معلنة ، وحروب لها مسميات مختلفة ، إبتداءا من حربها النووية على اليابان ، مرورا بالحرب الباردة في القرن الماضي بين القطبين الكبيرين ، الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفيتي السابق ، والتي كانت تدور رحاها وراء الكواليس وفي الخفاء أنذاك وهي مجرد صراع وسباق للتسلح بين هاتين الدولتين العملاقتين .
وهناك حروب أخرى ، مثل حرب النجوم والتي أعلنتها أميركا في عهد الرئيس الأميركي الراحـل ريجان ، وهي الأخرى مجرد مسميات مجازية ومزاجية الهدف منها فرض الهيمنة والتفوق الأميركي ، وهو ما عرف بغزو الفضاء.
وهي مجرد إجراءات دعائية وإحترازية لحماية نفسها وإثارة حفيظة الآخرين ، وجلب إنتباه الدول الأخرى لها ولتفوقها العلمي والتكنولوجي ، وكذلك أزمة نشر الصواريخ الباليستية على طول حدودها وإثارة مخاوف جيرانها والدول الأخرى كالصين وروسيا وغيرها من الدول الكبرى .
ولقد سعت أميركا طوال تاريخها على إبتكار وصنع كافة الأسلحة الفتاكة والمدمرة ، كالأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية والقنابل الهيدروجينية ، وغيرها من الأسلحة التقليدية والمتطورة من صواريخ وطائرات حربية متنوعة ومدافع ودبابات وبوارج حربية ومدمرات وغواصات وألغام أرضية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل .
وتشن الإمبريالية المتمثلة في الولايات المتحدة الأميركية والصهيونية العالمية المتمثلة في إسرائيل الغاصبة ، وخاصة بعد سقوط الإتحاد السوفيتي السابق ، وإنفراد الولايات المتحدة الأميركية بالسيطرة على مقاليد هذا العالم وتحكمها في مصيره ، حرب خطرة ذات أبعاد و تأثيرات طويلة المدى وهي ما يمكن أن نطلق عليه جزافا " بـحـرب الجنـس القـذرة " بصورة مكثفة وما يبث من خلال القنوات الفضائية المتخصصة والخاصة في بث الأفلام السينمائية الهابطة والخلاعية والجنسية ، وغيرها من أفلام الرعب والجنس ، وعن طريق الأغاني المصورة العربية منها والأجنبية والمليئة بالفيديو كليب الهابط الملىء بالمشاهد والحركات المثيرة والخادشة للحياء والتي هدفها الأول والأخير هو الإثارة الرخيصة وتخدير الشباب ، وعن طريق المجلات الخاصة بالجنس الرخيص ، وكذلك عروض الأزياء والموضة وإبتكار الموضات الفاضحة والماجنة ، والتي هدفها نشر المفاسد والرذيلة ، وتعرية المرأة بشكل أو بأخر ، والأخطر من ذلك نشر وبث تلك السموم عن طريق " شبكات الإنترنت" حول العالم وعلى مدار الساعة .
كل هذه المسميات والتصرفات والإجراءات والتي تندرج تحت مسمى واحد هو ما يعرف " بالعـولمـة " ، والتي هدفها الظاهر جعل هذا العالم كقرية كونية واحدة ، وفي الباطن هو بث ونشر المفاسد في كافة أنحاء العالم ، بصورة سريعة ومخيفة ، لتتمكن الإمبريالية والصهيونية العالمية ، لتمرير مخططاتها الشيطانية والجهنمية والسيطرة على هذا العالم ، وتخدير شعوبه وسلب إرادتها، وأصبحت تجارة الجنس والرقيق رائجة في الكثير من دول العالم ، وإن حملت تسميات ومسميات مختلفة ومتنوعة .
وتجوب ملايين المجندات من الأجنبيات الشوارع والمجمعات التجارية في العالم لنشر الرذيلة وإشاعة الفاحشة عن طريق ما يرتدين من أزياء وموضات ماجنة وفاضحة ، ويتقاضين مبالغ طائلة من جراء ذلك من قبل الجهات الأنفة الذكر .
والكثير من بنات ونساء البلدان العربية والإسلامية يقمن بنفس الدور ، وهن على غفلة من أمرهن ، و لا يدرين بأنهن بتصرفهن وتقليدهن الأعمى هذا يقدمن خدمة جليلة للإمبريالية والصهيونية العالمية ، دون أن يعين مخاطر ذلك على مكتسبات ومنجزات وحياة ومستقبل ومصير هذه الدول والشعوب ، وخاصة الدول العربية والإسلامية منها والتي يتحيّن فيها الأعداء الفرص للإنقضاض عليها ، والنيل منها لسلب ونهب خيراتها وثرواتها .
فمتى نعي ونتعلم ونأخذ الدروس والعبر عما يحدث اليوم في أفغانستان وفلسطين والعراق وغيرها من الدول والتي تهددها وتتربص بها أميركا في وضح النهار ، لنحمي أنفسنا ودولنا من أطماع الغزاة المستعمرين الذين يخططون ويرسمون ، ويحيكون المؤامرات نهارا جهارا للقضاء علينا ، وعلى مقدرات أمتنا العربية والإسلامية ، تحت مسميات وأعذار ما أنزل الله بها من سلطان ، وهي مخططات صهيونية إستعمارية ، على الأمة العربية والإسلامية توخي الحيطة والحذر ، وإتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لإفشالها ، ومنع العدو من تنفيذها لحماية هذه الأمة ، لتعيش بعزة وكرامة تحت رايات الحرية والإستقلال بشموخ وإباء ، وبسعادة ورخاء ، ورد كيد أعداء ها الحاقدين والمتأمرين إلى نحورهم والقضاء على نواياهم ومخططاتهم الخبيثـة والمبيتـــة .