بقلم : محمد خليل الحوري
إن حوادث السرقات أخذت بعداً خطيراً، ففي كل يوم نسمع ونقرأ في صحفنا المحلية عن سرقات هنا وهناك تتعرض لها المنازل والشقق والدور السكنية والمحلات التجارية، وحتى حضانات الأطفال ودور العبادة والمساجد، والسرقات الكثيرة والمتكررة للهواتف النقالة سوى من أصحابها أو من محلات بيع الهواتف، وحتى البنوك لم تسلم من السرقة وبعض المحاولات الأخرى والتي أخذت بعداً مسلحا يمكن أن يدخل ضمن السطو المسلح، وما إليه من سرقات متنوعة وعمليات نصب واحتيال مختلفة في البلاد، أبطالها من مختلف الطبقات والفئات والمراكز والمستويات.
ولقد تطورت مع تلك السرقات حالات اعتداء على الأعراض، وهناك حالات وظواهر دخيلة على مجتمعنا، وكذلك حوادث المرور المروعة والمتكررة والتي يروح ضحيتها أبرياء نتيجة تهور وطيش بعض السواق من الشباب المتهور، وغيرها من حالات تمس أمن واستقرار المواطن والمقيم وتؤثر من قريب أو من بعيد على أمن هذا الوطن واستقراره، وعلى سمعة البلاد وسكانها والحياة الاجتماعية فيها وعلى الاقتصاد الوطني للبلاد.
إن انفلات الأمن وزمام الأمور وعدم السيطرة على جماح تلك الحوادث وغيرها يؤثر سلبياً على سلامة وأمن واستقرار البلاد برمتها، ويعد خرقاً وتهديداً للأنظمة والقوانين وسيادة البلاد وأمنها وإستقرارها.
ويجب في المقابل أن تتضافر الجهود وتتحرك جميع الجهات في البلاد لدراسة وبحث أبعاد وتداعيات هذه الحوادث وتطوراتها، وإيجاد الحلول السريعة والناجعة لوقفها، وإتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة للقضاء عليها نهائيا.
إن ما يقلق المواطن وإستقراره في الوقت الحالي هو إرتفاع وتيرة السرقات والتي كثيراً ما تسجل في الغالب ضد مجهول، ولم يتم التوصل إلي مرتكبيها، فجميع الخيوط التي توصل لمرتكبي جرائم السرقة المتكررة مقطوعة، وهذا يدل على إن المنفذين لهذه السرقات هم من المتخصصين وأصحاب خبرة قد تكون دولية، ولا يستبعد وجود عصابات (مافيا) متخصصة في حوادث السرقات والإجرام، وهذا يتطلب من الجميع التحرك سريعا للتصدي واتخاذ كافة الإجراءات حتى لو استدعى الأمر الإستعانة بخبرات من الدول الأخرى للتوصل وكشف ووقف تلك التجاوزات الأمنية في البلاد.
إن من أعظم النعم هي نعمة الأمن والأمان، وإننا أصبحنا ننام ونحن جداً قلقون بأن يقتحم هؤلاء الصوص منازلنا في أية لحظة، ليس خوفاً على ما سيسرقون من ذهب وأموال ومقنتنيات ثمينة، بل خوفا على أمننا وسلامتنا وشرفنا وعرضنا، فمن يضمن لنا ذلك، وها نحن نسمع ونقرأ يوميا بحدوث سرقات نفذ فاعلوها بجلدهم، وسجلت القضية ضد مجهول.
حقاً إن ما يحدث يجعل المرء مشدوهاً وحائراً لا يدري ماذا يفعل وكيف يتصرف، فالذين يقومون بهذه السرقات ويختفون عن الأنظار بهذه القدرة الفائقة وكأنهم يرتدون طاقيات الإخفاء، يجعلوننا ننبهر ونستغرب لهذه القوة الخفية لهؤلاء البشر الذين لا نعرف عنهم إن كانوا من الإنس أم الجان!!
إننا لا نخيف الناس ولا نحن في موقع تشكيك أو إساءة إلى أحد، أو حتى التقليل من قدرة أو كفاءة أحد، ولكننا أردنا شحذ الههم وإثارة النخوة لحماية أمن وإستقرار المواطن والوطن، ووقف كل ما من شأنه أن يؤثر ويقلق المواطن وإستقراره النفسي والاجتماعي، وحتى تكون بلادنا الحبيبة واحة فيحاء للأمن والاستقرار والأمان، يستظل في ظلالها الوارفة المواطن والمقيم والوافد والزائر، و ينعم بخيراتها ويأكل من زادها ويستنشق هواءها النقي ويتمتع بشمسها الدافئة.