من أجل عالم خال من الحروب والنزاعات المسلحة !!
بقلم - محمد خليل الحوري
[b]على تلك المنظمة التي تعرف بإسم " هيئة الأمم المتحدة " أن تبادر وبمساندة دول العالم المحبة للسلام ، إلى تبنـي مشروع سلام عالمي أو بالأحرى " مبادرة سلام عالمية " تهدف إلى نشر السلام والمحبة بين الشعوب ، وإنهاء الحروب والنزاعات المسلحة بين دول العالم كافة .
وفي الوقت نفسه عليها أن تفرض عقوبات دولية صارمة على الدول التي تقوم بتأجيج الحروب والمنازعات المسلحة بين مختلف الدول في العالم ، وإذا إستدعى الأمر وإستنفذت كل الطرق والوسائل السلمية مع تلك الدول ، أن تلجأ إلى الضغط عليها بشتى الوسائل المختلفة ، ويمكن اللجوء إلي فرض عقوبات دولية صارمة عليها ، كخيار أخير إذا فشلت كل الجهود معها .
ومهما كانت قوة تلك الدول وما لها من ثقل في المجتمع الدولي ، حتى تفيق إلى رشدها وتلـتزم بتـطبـيق القوانيـن الدولية ، وعـلى سبيـل المثـال لا الحصر حتى لو كانت أميركا أو الكيان الصهيوني .
وأن تشرع الأمم المتحدة وتسن قوانين صارمة وشديدة بهذا الخصوص لمنع أية حروب ومنازعات ، أو أية إعتداءات على الدول الأخرى ، وللحد من الإنتهاكات الخطيرة الخارجة على أنظمة وقوانين تلك المنظمة العريقة ، والتي من شأنها أن تؤجج حروبا مدمرة تروح ضحيتها الالآف من الضحايا الأبرياء ، وتقع الخسائر المالية الفادحة ، والتي تعرقل وتمنع التنمية والتطور والعمران ، وتـتسبب في تأخر ومعاناة الشعوب ، وتساعد في إنتشار الأوبئة والأمراض والفقر والجهل ، وتكون عقبة كأداء في طريق التقدم والإزدهار والتنمية البشرية .
وكذلك يجب أن تقوم هيئة الأمم المتحدة بنزع أسلحة الدمار الشامل ، بما فيها الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية وغيرها ، دون تمييز بين دولة وأخرى ، وحتى على الدول العظمى الخمس التي تمتلك حق النقض – الفيتو – وأن تسعي لإلغاء هذا النظام ، أو القانون المعمول به حاليا ، لكونه قانونا ظالما ومجحفا بحق الدول الأخرى ، ويساعد على تكريس الديكتاتورية ، والتحيز والإنحياز لجهة دون أخرى ، وإفشال مشاريع السلام المختلفة .
على هذه الدول أن تكون قدوة وتلتزم بما تنادي به تلك المنظمة العريقة ، وأن تسعى تلك المنظمة الدولية جاهدة إلى إصدار قانون يمنع تصنيع الأسلحة التقليدية منها وغير التقليدية ، وأن تحوّل كافة تلك المصانع الحربية والعسكرية إلى مصانع مدنية ، تنتج بضائع وسلع ومنتوجات مختلفة ، تساهم في التنمية ورفاهية وسعادة الإنسان ، وتسد كافة إحتياجاته من سلع وبضائع ومنتوجات إستهلاكية وكمالية وطبية وغيرها ، تعود بالخير على كافة الشعوب ، وتزيد الدخل القومي للأفراد ، وتنمي الإقتصاد الوطني للدول .
وأن تسخر كافة الطاقات والإمكانيات والخبرات والكفاءات العلمية في البحوث والدراسات العلمية والطبية المختلفة ، للتوصل إلى الإبتكارات والإختراعات والإكتشافات المفيدة للبشر ، وخاصة في مجال الطب ، حيث وقف العلم والطب عاجزان عن الوصول إلى إكتشاف أمصال وعقاقير وأدوية لعلاج الكثير من الأمراض الخطيرة التي تهدد البشرية جمعاء ، وتفتك بالملايين من البشر كالسرطان والإيدز وغيرها من أمراض خطيرة ، وتستنزف خيرات وثروات الدول ، بما تكلفه العلاجات المختلفة عديمة الجدوى من مصروفات وأموال طائلة ، تتجاوز مئات المليارات من الدولارات .
وكان من المفروض على الدول التي تهدر المليارات من الدولارات في صناعة الأسلحة الفتاكة ، وشن الحروب المدمرة وإشاعة الموت والدمار ، وإثارة الرعب والخوف في العالم ، والتي تتسبب في إضاعة مئات المليارات من الدولارات ، دون الإستفادة منها في التنمية والعمران ومساعدة الدول الفقيرة ، التي تعاني الفقر والجوع ، وتعيش في فقر مدقع وتخلف وجهل لا حدود لهما ، وتذهب الآلاف من شعوبها ضحايا للأمراض الفتاكة والجوع الذي لا يرحم ، فعليها أن تتوقف عن تلك الممارسات الخاطئة والغير إنسانية ، وأن تساهم في تقدم المجتمعات وبث الأمن والمحبة والسلام فيها .
فكيف لأميركا على سبيل المثال ، أن تصرف مئات المليارات على بناء ترسانتها العسكرية ، وتقوم بشن الحروب المدمرة ، التي تسبب الدمار والخراب وتنشر الأمراض والفقر والتخلف في كل مكان ، وتدعي بأنها راعية الديموقراطية والحرية والسلام ، وتمارس ما يحلو لها من إنتهاكات خطيرة لأبسط مفاهيم حقوق الإنسان ، وتخرج على الشرعية الدولية ، وتتمادى في شن الحروب ، وتساند وتدعم الكيان الصهيوني الإرهابي ، وممارساته القمعية والهمجية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم ، وتهديد دول العالم المعادية والمخالفة لسياساتها وسياسات أميركا العدوانية .
إن العالم اليوم في أمس الحاجة لوجود ترابط وتعاون ومؤزارة وإخاء بين جميع دوله للقضاء على الحروب ومسبباتها ، والسعي الحثيث والعمل الدؤوب المتواصل ، وخاصة من قبل الدول الكبرى لتعميق هذا المفهوم ، وأن تستغل نفوذها ومكانتها الدولية في ترسيخ السلام العالمي بين مختلف الدول ، لينتشر العدل والمحبة ويسود التفاهم والسلام في العالم ، وتنتفي الحاجة إلي اللجوء إلى الحروب وما تخلفه من دمار وويلات وخراب .
فهل يعي مثيرو الحروب والفتن في العالم وعلى رأسهم أميركا والكيان الصهيوني ، ما لتلك الحروب من مخاطر لا تعد ولا تحصى وما تخلفه من دمار وكوارث ومآسي ، يروح ضحيتها الآلاف من البشر الأبرياء ، وتضيع الثروات والأموال الطائلة التي تذهب سدا في حين تعاني غالبية الدول في العالم من الفقر والجوع والحرمان والمعاناة والبؤس والشقـــاء .[/b]