منتديات المحبة والسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المحبة والسلام

شؤون سياسية .. شؤون عامة .. مقالات وتحاليل سياسية .. حول ما يدور من حولنا في هذا العالم ....
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وقفة تآمل بين الماضي والحاضر !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد خليل الحوري
Admin



المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 12/03/2008

وقفة تآمل بين الماضي والحاضر  !! Empty
مُساهمةموضوع: وقفة تآمل بين الماضي والحاضر !!   وقفة تآمل بين الماضي والحاضر  !! Emptyالجمعة نوفمبر 06, 2009 8:52 pm

وقفة تآمل بين الماضي والحاضر !!

بقلم : محمد خليل الحـوري

مساكين أجدادانا الأولين ، عاشوا حياة زاهدة بسيطة ، يقنعون بالقليل ، ويحمدون ربهم على كل شيئ ، فحياتهم تتميز بالبساطة ، وعلاقاتهم مع بعضهم طيبة وقوية ، وكان إذا مرض أحدهم من أهل المحرق ، فإن البعض من أهل المنامة مثلا ، يسارعون ويكلفون أنفسهم مشقة وعناء الذهاب إليه ، لعيادته والإطمئنان على صحته ، رغم عدم توفر المواصلات يومذاك ، إلاّ عن طريق البحر ، وبواسطة القارب المصنوع من الخشب ، وهو ما يطلقون عليه محليا ، وباللهجة الدارجة ( اللنـج ) ، وكان في ذلك مشقة وصعوبة وتعب على البعض منهم ، ولكنهم يتحملون كل ذلك ، بإعتبار إنهم يقومون بأداء واجب إنساني وأخوي وشرعي .

وكانت العملة المستخدمة في البحرين منذ فترة متقدمة من الزمن ، وحتى بداية العام 1965 ميلادية تقريبا ، هي العملة الهندية ، المعروفة بالروبية ، وكانت الروبية تساوي 16 آنة ، ولا يزال بعض الناس من يستخدم لفظ الروبية ، ويطلقه على العملة البحرينية ، وهي الدينار وجزيئاته من الفلس حتى المائة فلس ، فيقول مثلا : عشر روبيات ، وهو يقصد بالطبع دينار واحد ، لكونها عادة ترسخت عند البعض ، وتعوّد على إستخدامها ، في حين لا يزال البعض يستخدم عبارات وأمثلة قديمة ، تتعلق بالروبية وجزيئاتها ، فيقول : إذا أراد ان يثبت لجماعته ، بأنه محقا وعلى صواب ، أو أنه متأكدا من أمرٍ ما :
أراهنكم .. الروبية 16 آنة ، بأن الأمر صحيحا ، أو أن توقعه بحدوث أمرا ما ، وليثبت لهم على أنه متأكدا منه 100 % ، كما يشاع هذا التعبير في يومنا هذا ، بين العامة والخاصة .

ومن أجزاء العملة الهندية ، توجد قطعة معدنية ، أكبر حجما من الآنة ، وهي ثمانية الشكل ، وكانوا يطلقون عليها ( الآنة عودة ) ، وهي تساوي أربع آنات ، والقطعتين منها تساويان نصف روبية ، والروبية تساوي أربع قطع منها ، بمعنى إن الروبية تساوي 16 آنة ، وهذا يؤكد صحة النظرية السابقة .

وإعتمد أهلنا السابقين على الزراعة وخيراتها ، وصيد السمك الوفير في إكتساب رزقهم ، وتيسير أمور معيشتهم ، والبعض منهم كانوا يركبون الأهوال ويخاطرون بحياتهم ، في سبيل توفير لقمة العيش الحلال لهم ولعوائلهم ، فكانت مهنة الغوص ومخاطرها ، هي السبيل الوحيد لهم ، مع عدم وجود أو توفير أبسط مستلزمات السلامة لتلك المهنة ، وكانت هناك مواسم للغوص ، حيث يتركون الأهل والأحباب والأولاد والخلان ، ويمكثون في غياهب البحار لمدة أكثر من ثلاثة شهور ، وقد يكون البعض منهم طعما سهلا ، لحيتان البحر وأسماك القرش ، وتظل عوائلهم بلا راع ولا كفيل ، تتقاذفهم أمواج الفقر والعوز والفاقة ، وقلما يجدون من – أهل الخير – من يعطف أو يحن عليهم ويساعدهم ، بما في ذلك النوخذة ، الذي كان كفيلهم يعمل معه على ظهر سفينته الشراعية ، والنوخذة يظل يترقب على أحر من الجمر ، بما يحصلون عليه من محارات حبلى ، تحوي بداخلها على لؤلؤ كثير ، ويتمنى أن يكون من الدانات والهيرات الكبيرة ، ليحصد من وراءهم الخيرات الوفيرة ، وبالتالي يحصل على الأموال الطائلة .

ومن الأمور التي تستوقف المرء في معاناة الغواصين في الماضي ، بأنهم قد تحملوا ظلما إجتماعيا مضاعفا من النواخدة من جهة ، ومن قساوة وبطش البحر بهم من جهة أخرى ، ولم تكن هناك أنظمة وقوانين تحميهم وتنصفهم ، وتنظم سير عملهم ، أو تكفل لهم حقوقهم المشروعة ، وتعوضهم عن ما ينتابهم من أخطار ، إثناء ركوبهم أمواج البحر ، أو إثناء سبر أعماق البحار ، والغوص في أعماقه ، وبدل الجهد الجهيد في سبيل الحصول على أكبر عدد ممكن من المحارات الحبلى بالآلئ ، التي تشكل ثروة كبيرة يومذاك ، تذهب إلى جيوب ناس محددين يعرفون بالنواخذة ، ومن ثم الطواويش الذين يشترون اللؤلؤ من النواخذة ، ويبيعونه بأثمان مضاعفة لمندوبين شركات عالمية ، وقد يكون الطواش هو صاحب السفينة ، أو شريكا مع النوخذة الذي يعمل على ظهر سفينته .

في حين لا ينتاب الغواصين الكادحين بمختلف مراتبهم المختلفة ، من هذه الثروة الطائلة ، إلاّ ما يسدون به رمقهم ورمق عوائلهم – في أحس الأحوال – هذا إذا ما إستطاعوا من تسديد ديونهم ، التي عادة ما يستلفونها من النوخدة ، الذي يفرض عليهم مبلغا إضافيا ، وهو عبارة عن ربا غير مباشر ، ولكن النوخذة الذي غالبا ما يكون من بين أحد التجار ، الذين يبيعون سلع إستهلاكية ، كالتمور ومواد البناء البدائية وغيرها ، يتحايل بطريقة أو بأخرى ، ليتجنب الشبهات الشرعية .

فقبل الدخول إلى البحر على ظهر سفينة النوخذة ، يسعى الغواصين لإقتراض بعض المال من النوخذه ، ليكون مصروفا لنفقات عوائلهم إثناء غيابهم في رحلة الغوص ، فلو أراد مثلا أن يقترض الغواص مبلغا وقدره 50 روبية ، فيشترط عليه النوخذة أن يشتري من عنده بضاعة يساوي ثمنها 50 روبية ، ثم يعاود الغواص بيعها على النوخذة بمبلغ 40 روبية ، فيعطيه النوخذه 40 روبية ، كقرض قيمته الفعلية أو الشرائية 50 روبية ، على أن يسدده بالكامل عند عودته من الغوص ، وإلاّ سيتحمل الأبناء البالغين وزر هذا القرض - إذا لا سمح الله – إن كان الأب المسكين قد أصبح من صيد أمس – كما يقال – في أعماق البحار والمحيطات المظلمة ، ويجبرهم على العمل كغواصين على ظهر سفينته في الموسم القادم ، ليقتص منهم ويسترجع دين والدهم ، وعليه فإن مبلغ الربا – غير المباشر - هو عشر روبيات ، في حين نرى اليوم بأن البنوك الربوية تفرض الفوائد المركبة وغير المركبة ، على المقترضين منها في وضح النهار ، ودون مواربة ، أو خجل وإستحياء .

وحياتنا اليوم أصبحت معقدة ومركبة هي الأخرى ، وتشوبها الكثير من المخاطر والأهوال الجسام ، فالأمراض – رغم الطفرة العلمية – والتقدم العلمي الهائل الذي تشهده الساحة ، إلاّ إن الأمراض الفتاكة والخطيرة ، تطل برأسها علينا كل يوم ، فمن السرطان، إلى الإيدز ، إلى الحمى القلاعية ، إلى وباء الكبد السحائي ، إلى إنفلونزا الطيور ، إلى جنون البقر ، إلى إنفلونزا الخنازير ، الذي أثار الخوف والفزع في صفوف الشعوب والدول ، وأحدث هزات وزلازل ، وعواصف مالية في العالم ، ليضاعف من جسامة الأزمة المالية ، التي تعصف بالعالم وتزلزل أركانه ، إلى الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وعواصف وأعاصير ، إلى حروب طاحنة في كل مكان ، وموجات من التفجيرات الإرهابية تطال الأبرياء ، إلى أوضاع سياسية ساخنة ومتوترة ، تنذر بوقوع حرب عالمية ثالثة قادمة ، تهدد بدمار شامل يطال البشر والشجر والحجر .

أليست حياة أجدادنا هي الأكثر هدؤا وأمنا ومحبة وسلاما ، والعيش ببساطة وراحة بال ، والإقتناع بما قسمه الله لهم ، والجميع ينعم بالصحة والسلام والأمان ، في بيئة نظيفة خالية من التلوث والإختناق والنفاق ، راضين وقانعين بما رزقهم الله من خيرات ونعم وفيرة ، وسعد أجدادنا الأولين بما حباهم الله به ، ولقد عاشوا وماتوا وهم لربهم شاكرين .

فتقاسموا لقمة العيش بينهم ، وعاشوا الحياة بحلوها ومرها ، في أمن وسلام وطمأنينة ، رغم ما تعرضوا له – في بعض الأزمان - من إعتداءات وحروب وغزوات من قوى معتدية خارجية ، وربما واجهوا الفقر والأمراض والقحط والجفاف ، ولكنهم رضيّوا بما قسمه الله لهم وأعطاهم ، فشكروه على كل حال ، في السراء والضراء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almahaba.ace.st
 
وقفة تآمل بين الماضي والحاضر !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المحبة والسلام :: الفئة الأولى :: منتدى الشؤون العامة-
انتقل الى: