منتديات المحبة والسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المحبة والسلام

شؤون سياسية .. شؤون عامة .. مقالات وتحاليل سياسية .. حول ما يدور من حولنا في هذا العالم ....
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحـوار الديمـقـراطـي الحـــر !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد خليل الحوري
Admin



المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 12/03/2008

الحـوار الديمـقـراطـي الحـــر  !! Empty
مُساهمةموضوع: الحـوار الديمـقـراطـي الحـــر !!   الحـوار الديمـقـراطـي الحـــر  !! Emptyالجمعة فبراير 13, 2009 10:53 am

بقلم: محمد خليل الحوري

إن التحاور والتخاطب بين الشعوب والأمم بوّد وسلام ، يعد من الأمورالمهمة والأساسية في طريقة تعاملهم ، وأسلوب تفاهمهم مع بعضهم البعض ، للتوصل إلى حلحلة الأمور العالقة والغامضة والمسائل المستعصية والمعقدة ، ليتوصل في نهاية المطاف إلى الاتفاق على حل وسط يرضي الأطراف كافة ، بصورة عادلة ومرضية ، وهذا يتطلب إستخدام إسلوب راق في التفاهم ، وإحترام الرأي الأخر ، ووجهات النظر المختلفة ، مع وجوب تقديم بعض التنازلات وتوفير التسهيلات من قبل كلا الطرفين ، لتسير كافة الشئون العامة والخاصة إلى طريق مفتوح ودرب ميسور ، لكون الحوار الديمقراطي الحر ، هو الحل الأمثل والأسلوب الأفضل ، لأنه سيؤدي في النهاية إلى التوصل إلى الحل المرضي للطرفين ، في جو يسوده الحب والإحترام والتفاهم والوئام والسلام .

وكذلك بالنسبة للتفاهم والحوار مع مختلف الطبقات والفئات في المجتمع ، يجب أن يكون الحوارالديمقراطي الحر هو الأساس في كل حوار وفي كل مفاوضات ومباحثات ونقاشات ، لأنه هو الأسلوب الأمثل للتفاهم وحل كل القضايا والمعاملات ، وغيرها من الشئون العامة والخاصة ، لتسيرأمور الحياة في المجتمع بكل يسر وسهولة ، بعيدا عن الإحتكاك والاستفزازات ، والمناوشات أو التحرشات ، والإبتعاد كل البعد عن كـل ما يعكر صفو الجو، ويسبب حال من عدم التفاهم ، ويخلق جوا من المشاحنات والتوتر وتكهرب الأوضاع ، وفقد زمام السيطرة ورباطة الجأش ، ما يؤدي إلى حدوث مواجهات ونزاعات لا أول لها ولا أخر .

وإن الذي يتشدق بالديموقراطية، ويسعى للوصول إلي دهاليزها الضيقة ، ومتاهاتها الشاسعة وأبوابها الواسعة ، عليه أن يتحلى بأخلاق حميدة وسعة صدر ، وذوق رفيع وبعد نظر ، وصبر وشجاعة ، وشكيمة وعزيمة، وإرادة قوية لا تلين ، وصفات أخرى عديدة أهمها :-
- تقبل الرأي الأخر، وإحترام وجهات النظر المختلفة .
- التحلي بالصبر والسيطرة على رباطة الجأش .
- السيطرة على الانفعال والغضب ، ويجب ضبط النفس ، وعدم فقدان التوازن النفسي والعصبي .
- التمتع بالإسلوب الصحيح لأدب الحوار الديمقراطي ، والنقاش المتزن الرزين .
- تحاشي الوقوع في منزلقات الأساليب الإنفعالية ، وعدم إستخدام الأيدي وغيرها للنيل من الطرف الأخر .
- الحذر كل الحذر في الوقوع في مصيدة زلات اللسان ، والتلفظ بكلمات غير لائقة .
- الإتزان والهدوء في مناقشة ومجادلة الطرف الأخر، مهما كان إستفزازيا أو عدوانيا .
- الترفع والسمو عن إستخدام الأساليب الملتوية ، من غش وزيف وخداع ، أو زج بإسلوب المماطلة والمراوغة ، بهدف التهرب من الإلتزام الأدبي والأخلاقي .

ولكن كثيرا ما نرى بأن هناك بعض الممارسات الخاطئة، والأساليب السلبية والمغلوطة التي يتعامل بها البعض في مثل تلك المواقع وغيرها، وما نشاهده عبر الفضائيات ، أو من خلال الواقع المعاش من مناوشات وإنفعالات وشجار، وعدم إتزان وفقدان السيطرة على الأعصاب، والإشتباك بالأيدي في بعض الأحيان، من قبل البعض في البرلمانات أو المؤتمرات ، أو حتى في الندوات وغيرها من التجمعات المختلفة والإجتماعات العامة، مما يدعو لخيبة الأمل والإحباط ، والتي تؤدي في النهاية إلى الفشل الذريع للغاية والهدف التي من أجلها عقدت تلك الاجتماعات والتجمعات .

والمضحك في الأمر بأن تلك الجلسات البرلمانية أو الندوات أو المؤتمرات ، قد تكون منقولة عبرالأثير وعلى الهواء مباشرة ، فيشاهد الناس في كافة أنحاء العالم، ما يحدث في هذه الدولة أو تلك ، من فضائح ومهازل وشجار بين الصفوة المثقفة ، والتي من المفترض منها أن تكون قدوة ونموذجا لعامة الشعب في آي بلد كان ، وتتجنب الوقوع في مثل تلك الأعمال المخجلة، فيأخذ عامة الناس في نفس البلد والبلدان الأخرى ، فكرة سيئة وتترسب في أذهانهم صورة مشوهة عنهم ، وعن أساليبهم المتبعة والغير حضارية، والبعيدة كل البعد عن أبسط مفاهيم الحوار الديمقراطي الحر .

وقد يختلف المتفاوضون في أمر ما ، وتصل المفاوضات إلى طريق مسدود، نتيجة الفشل الذريع في إحتواء الأوضاع وإبداء مرونة في التفاهم، وتقديم بعض التنازلات من جانب الطرفين ، قد يؤدي إلى المواجهة بين مختلف الأطراف ، وتحدث معارك حامية الوطيس ، لا يعلم نتائجها وتداعياتها إلاّ الله – سبحانه وتعالى .

وفوق كل ذلك ، فإن هذه الأساليب تدعو للإشمئزاز والنفور والإزدراء من قبل كافة الناس في العالم ، لأنها أساليب غير حضارية وهمجية ، وتفتقر إلى أدب الحوار، وإسلوب النقاش المتزن في الإقناع ، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلي الإحتكام إلى منطق القوة والإعتداء على الآخرين ، لفرض الأمر الواقع عليهم ، وهـذا ما لا يتقبلـه المجتمع المتحضـر ويرفضه رفضا قاطعـا ، لكـونه لا يرقي لما تحلم به تلك المجتمعات من تفاهم وود ، ومحبة ووئام ، للعيش بأمن وسلام .

فالتراشق بالألفاظ النابية وبالكلمات السوقية والجارحة ، لن يؤدي إلى نتيجة ، ولن يساعد في التوصل إلى حلول مرضية ، بل سيعقد الأمور ويخلق مشكلات متعددة ، تعرقل المباحثات والمفاوضات والقضايا ، التي هي بصدد التحاور لحلها وإيجاد مخرجا لها ، وتخلق حال من البلبلة والفوضى ، وتدعو للعداء مع الطرف الأخر ، قد تصل الأمور إلى التحدي والمواجهة بينهم ، أو قد يتم إستخدام أساليب العنف والقوة ، وغيرها من الأساليب التي تتخذ نهجا سلبيا ، يتعارض ومفاهيم الحضارة والديمقراطية ، ويسبب في توتر وتدهور الأوضاع ، وتظل الأمور والقضايا عالقة بلا حلول ، وقد تفرض حلولا تكون في غير صالح الطرف الأخر ، مما يعقد الأمر ويشعل فتيل الخلافات والمواجهة من جديد ، لن تكون حتما في صالح الجميع .

وفي أسوأ الأحوال ، وأحلك الظروف ، فإن إنفراط العقد وإنفلات الأمن ، وإستخدام أساليب العنف ، والعنف المضاد من كلا الطرفين ، أمر بات يرفضه الجميع ويستهجنه المجتمع في أي بلد كان ، لأنه في جميع الأحوال سيكون منافيا لأبسط القواعد الديموقراطية ، ومخالفا مخالفة تامة لمفهوم الحوار الديمقراطي الحر، ويعد أسلوبا غير حضاري ومرفوضا من قبل الجميع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almahaba.ace.st
 
الحـوار الديمـقـراطـي الحـــر !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المحبة والسلام :: الفئة الأولى :: منتدى الشؤون السياسيـة-
انتقل الى: