منتديات المحبة والسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المحبة والسلام

شؤون سياسية .. شؤون عامة .. مقالات وتحاليل سياسية .. حول ما يدور من حولنا في هذا العالم ....
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عيد .. بأي حال عدت يا عيد !!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد خليل الحوري
Admin



المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 12/03/2008

عيد .. بأي حال عدت يا عيد  !! Empty
مُساهمةموضوع: عيد .. بأي حال عدت يا عيد !!   عيد .. بأي حال عدت يا عيد  !! Emptyالأربعاء سبتمبر 24, 2008 6:09 am

بقلم : محمد خليل الحوري

ها هو شهر رمضان الكريم قد تصرمت أيامه وإنقضت لياليه ، وها هو العيد جاء يترنح مثقل الخطوات ، والناس لا تبدى له أي إهتمام ، وقد تستقبله بفتور وتـتمنى أن توصـد في وجهـه الأبـواب فإنها لم تعد لديها الرغبة لأن تستقبله بكل ترحاب ، حتى الأطفال لم تكن لديهم حماسة لإستقباله، بالرغم من إستعدادهم له بتجهيز ملابسهم الجديدة ، لقد أصبح العيد كشخصا غير مرغوبا فيه لدى الكبار والصغار ، وهم لا يرغبون في مقابلته أو التقرب إليه ، ليست هذه نظرة تشاؤمية للحياة ، ولكنه واقع حياتنا المأساوي في عصرنا هذا ، الذي أصبح الفرح فيه حلم يراود الجميع .

وصدق الشاعر حين قال ، يصف حال عموم الناس عندما يقبل العيد عليهم ، وهم في أسوأ حال :-

أقبل العيد وليس في الناس المسـرة
لا ترى إلاّ وجوه كالحـات مصـفهـــرة

كيف للناس أن يكون لها عيد تفرح فيه وتبتهج به ، وفي قلبها غصة وفي عينها قذى ، وهي ترزح تحت نير الحزن وجبروت قوى الشر والظلام في العالم ، فأين ما تولي وجهك ، تصادف الحروب والدمار والخراب ، ففي فلسطين حيث لا يزال الأقصى تحتله شرذمة من شذاذ الآفاق ، وتستبيح الحرمات وتقتل الأبرياء وتسفك الدماء ، وتحرق الزرع والضرع ، وتعيث في الأرض فسادا ودمارا ، وتبيح كل ما حرمه الله .

وفي العراق تستباح الحرمات ويقتل الأمنين ، ولا تراعى حرمة الشهر الفضيل ، وتقصف المنازل والمستشفيات بأطنان القنابل ، وتدك بالصواريخ ، فتتهاوى منازلهم على رؤوسهم ، ويسقط الشهداء في مواجهات دامية مع ملة الكفر والضلال ، ومثيرو الرعب والموت و الدمار ، في الفلوجة وغيرها من المدن العراقية.

وكذلك الحال في أفغانستان حيث لا تزال آثار الحروب والدمار تلف كل البلاد ، وعمليات القتل وسفك الدماء مستمرة ، وغيرها من الدول العربية والإسلامية كالشيشان وكشمير حيث يقتل المسلمين وتنتهك حقوقهم ، وهم يعيشون في ذل وهوان تحت سياط ورماح المحتل الغاصب لأراضيهم .

وفي الكثير من الدول العربية والإسلامية ، لا يكاد أن يخلو بيتا من ثكلى أو أرملة أو يتامى فقدوا الحامي والمدافع والمعيل ، وأصبحوا رهنا للأحزان وعوادى الدهر وتقلبات الزمان ، وأصبحت تلك البيوت تعج وتضج ببكاء الثكالا والأرامل والأيتام ، فمن أين لهم أن ينعموا بعيد أو تجلب لهم المسرات ، والأحزان تحاصرهم من كل حدب وصوب ، تقلقهم وتقض مضاجعهم .

ولابد وأن تكون هناك من بيوت - في كافة عالمنا العربي والإسلامي - تلفها وتحيط بها المآسي والأحزان من كل مكان ، وفيها النائحات والباكيات على أعزتهم المغيبون في متاهات السجون ظلما وعدوانا ، والمشردون في ديار الغربة والمهجر قسرا وغصبا ، والذين حصدت أرواحهم قتلا وتنكيلا ، فضلا عمن رحلوا بقضاء الله وقدره ، فمن أين يأتي الفرح والسرور لقلوب هؤلاء المكلومة ونفوسهم المثلومة .

ولم يعد العيد في حياة الناس مصدرا للبهجة والسرور ، وإنما هو ذكرى خاطفة إعتاد عليها الناس في هذا العالم المتلاطم الأمواج والمليء بالمآسي والأحزان ، وبقي أن يعي الناس بأن ما يحدث في عالمنا هذا ما هو إلا إمتحان لنا جميعا ، ليمتحن الله – سبحانه وتعالى - مدى صبرنا ومقاومتنا لكل ما نتعرض له من ظلم وعدوان من قبل قوى الشر والظلام – في كافة بلادننا العربية والإسلامية .

وهل بمقدورنا أن نقاوم تلك القوى ، لنحرر أنفسنا وأرضنا ، ونستعيد عزتنا وكرامتنا ، ونضع حدا لما نتعرض له من ظلم وعدوان ، وقتل وتدمير وطغيان ، لتعم السعادة في نفوسنا وترفرف رأيات الحرية والعزة والكرامة على بلداننا ، ساعتها سيكون للعيد طعما ورونقا أخر ، وعندها سنستقبل العيد بالأحضان في سعادة وغبطة وسرور .

ولن نردد قول الشاعر الذي كثيرا ما نردده الآن ، كلما لاحت في الأفق تباشير العيد ، الذي لا يجلب لنا معه لا السعادة ولا السرور :

عيد بأي حال عـدت يا عـيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيـداء دونهم
فليت دونـك بيد دونهـا بيد
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almahaba.ace.st
 
عيد .. بأي حال عدت يا عيد !!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المحبة والسلام :: الفئة الأولى :: منتدى الشؤون العامة-
انتقل الى: