منتديات المحبة والسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات المحبة والسلام

شؤون سياسية .. شؤون عامة .. مقالات وتحاليل سياسية .. حول ما يدور من حولنا في هذا العالم ....
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل ستسود الدكتاتورية هذا العالم؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد خليل الحوري
Admin



المساهمات : 129
تاريخ التسجيل : 12/03/2008

هل ستسود الدكتاتورية هذا العالم؟ Empty
مُساهمةموضوع: هل ستسود الدكتاتورية هذا العالم؟   هل ستسود الدكتاتورية هذا العالم؟ Emptyالخميس مارس 13, 2008 7:31 pm

طباخون في البيت الأبيض .. !!
بقلم: محمد خليل الحوري

"من لم يكن معنا فهو ضدنا" هي عبارة قالها جورج دبليو بوش، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) العام 2001م، وهي عبارة تنم عن تعجرفٍ وتعالٍ وغرور، وعن هيمنة وسيطرة، وتجاهل وإلغاء للآخرين، واستبداد مطلق بالرأي، وعدم اهتمام أو اكتراث برأي الآخرين، وعدم السماح للآخرين بأن يدلوا برأيهم، أو يعبروا عن وجهة نظرهم، مما يعني فرض الرأي عليهم دون إعطائهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم وآرائهم، مما يعني قمع الرأي الآخر، وهذا هو الاستبداد، والتفرد في اتخاذ القرار دون الرجوع للآخرين ومشاورتهم، وهذه هي الدكتاتورية بأم عينها.

واليوم تسعى الولايات المتحدة الأميركية، وتعمل بكل ما أوتيت من قوة لكونها القوة العظمى الوحيدة المهيمنة والمسيطرة على زمام الأمور في هذا العالم، بعد سقوط منافسها الوحيد، الاتحاد السوفيتي السابق، وتفكك دول المنظومة الاشتراكية، ولكونها تمتلك من القوة والجبروت، والسلاح والعتاد والأساطيل الحربية والعسكرية، والتي تنتشر في البحار والمحيطات في كافة أرجاء المعمورة، فهي تسعى لأن تكون إمبراطورية، تتحكم في مصير الدول والشعوب، وهي التي يكون بيدها حق تقرير المصير لهذه الدول والشعوب.

وعليه فإن أميركا باعتبارها إمبراطورية غير معلنة، تفرض سيطرتها ونفوذها وسلطانها وجبروتها على دول هذا العالم، بما فيها الدول الكبرى، أو الدول العظمى الأخرى، والتي تتملق وتداهن وتجامل تلك الإمبراطورية التي أصبحت لا تغيب عنها الشمس في عصرنا الحديث.

فالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا العظمى، والتي كانت من الدول الاستعمارية الكبرى، وكانت تسمى بسيدة البحار والمحيطات، والتي أفلت عنها الشمس في عصرنا هذا، وأصبحت تابعاً لسياسة الإدارة الأميركية والتي يديرها الصقور الطامعين في كسب ود ورضا اللوبي الصهيوني في أميركا وتل أبيب. وكانت بريطانيا العظمى –كما كان يطلق عليها في السابق- سبب بؤس وشقاء ومعاناة وعذاب وتشريد واغتصاب دولة فلسطين وشعبها بعد صدور وعد بلفور المشؤوم عام 1917م، بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وفي عام 1947م، تم تقسيم فلسطين من قبل عصبة الأمم، وهو ما يعرف بعام النكبة أو (نكبة فلسطين)

ولقد شنتا هاتان الدولتان حرباً مدمرةً على العراق، بحجة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل، وتهديد جيرانه، وقامتا بإسقاط النظام الحاكم في العراق، ووعدتا بدمقرطة العراق، أو بالأحرى تصدير الديمقراطية إلى العراق، وإلى دول أخرى سيأتي عليها الدور، حسب القائمة الموضوعة سلفاً، والمعدة جيداً في مطابخ البيت الأبيض والبنتاجون، وبإشراف أمهر كبار الطباخين الصهاينة في واشنطن وتل أبيب.

وأصرت الإمبراطورية الأميركية على شن الحرب، واستفردت بهذا القرار، رغم المعارضة الشعبية العارمة والعديد من دول العالم لشن مثل تلك الحرب المدمرة، لكون نتائجها ستكون مأساوية ليس على العراق وشعبها فحسب، بل على دول المنطقة ودول أخرى في العالم.

والمظاهرات المليونيّة والتي نظمتها القوى والمنظمات المحبة للسلام في العالم، وخاصة في أميركا وأوربا، والتي كانت ترفض رفضاً قاطعاً، وتطالب زعماءها باتخاذ كافة الوسائل والسبل لعدم شن مثل تلك الحرب المدمرة، والآن يستمرون في تظاهرهم واحتجاجهم لإيقافها والانسحاب من العراق، وانتقاد منفذيها وسياساتهم الخاطئة.
والغريب في الأمر أن أميركا وبريطانيا، واللتان تعتبران من قلاع الديمقراطية، كانتا ترفضان بشدة وإصرار مطالب الشعوب في العالم أجمع لوقف هذه الحرب التي أعدوا لها العدة، وحشدوا لها كل ما لذ وطاب من أصناف العتاد والسلاح, وملؤوا البحار والمحيطات بسفنهم وبوارجهم وحاملات طائراتهم الحربية، والمليئة بشتى أنواع أسلحة الدمار الفتاكة.

وهذا التعنت والإصرار، وعدم التروي والتريث، وعدم الامتثال لنداء العقل والمنطق، وتجاهل المطالب الشعبية، لتلك الحشود والجماهير التي فاقت في أعدادها الملايين من البشر، خرجت لتعبر عن مشاعرها ورفضها لهذه الحرب وما تخلفه من دمار وخراب وقتل لملايين الأبرياء، وما يلحق ذلك من ويلات ومآسي، وخسائر مالية وبشرية ضخمة تكون وبالاً على الأجيال القادمة، وعلى مكتسبات وإنجازات الدول والشعوب في المنطقة.
وهذا التجاهل لصوت هذه الشعوب الرافضة والمنادية بوقف الحرب، يعني مما لا يقبل الشك والريبة بأن هؤلاء لا يكترثون بالآخرين، ولا يحترمون الرأي الآخر وبفعلهم هذا وشنهم الحرب على العراق، كانوا أول من زرع بذور الدكتاتورية في عصرنا الحديث، وأصبح منطق القوة والجبروت هو الذي يتحكم, وشريعة الغاب والدكتاتورية هما اللتان تسودان في هذا العالم. ولن يكون للدول الضعيفة مكاناً في هذا العالم، وستتحكم الدول القوية في مصير الدول الضعيفة، وستكون هيئة الأمم المتحدة مجرد منصة للخطابة على حد تعبير الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين.

وخير مثال على ذلك هو ما نشهده اليوم من تجاوزات وانتهاكات خطيرة، يقوم بها السفاح الإرهابي شارون بحق الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وهدم آلاف البيوت على رؤوس ساكنيها، واغتيالات واجتياحات ومجازر ومذابح مروعة وغيرها من الممارسات والجرائم التي يندى لها جبين البشرية جمعاء، والعالم يلتزم الصمت المقيت، ويغض الطرف عن كل تلك الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية, والتي تعد من ضمن إرهاب الدولة، وتدخل في إطار جرائم الحرب المخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية.

إن الهدف الرئيسي من وراء القيام بشن حرب على العراق، ليس إسقاط النظام في العراق، وليس تدمير أسلحة الدمار الشامل، وليس ما يدعون ويبررون ويسوقون له من حجج واهية، وإنما هو فرض الهيمنة والسيطرة على العالم وعلى مقدرات الشعوب، ونهب خيراتها وثرواتها، وخاصة النفط عصب الحياة، والمدور لعجلة الصناعة، ومن ثم إعادة رسم خارطة العالم، وتوزيع الأدوار من جديد. والهدف الأكبر هو تحقيق الحلم الصهيوني بإقامة الدولة العبرية من النيل إلى الفرات.

لقد حان لنا –نحن معشر العرب والمسلمين– أن نفيق من سباتنا العميق، وأن نخرج من بياتنا الشتوي، كما يخرج المارد العملاق من فانوس علاء الدين السحري وأن نضع خلافاتنا ومنازعاتنا جانباً، ونشحذ الهمم ونشمر عن سواعدنا ونواجه الواقع بكل شجاعة واقتدار، لنثبت وجودنا ونقوي ركائزنا ولنفوت الفرص على من جاء يغزونا ويستولي على خيراتنا وثرواتنا في عقر دارنا، ويعيد استعمارنا من جديد، ليحيل حياتنا إلى جحيم لا يطاق.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almahaba.ace.st
 
هل ستسود الدكتاتورية هذا العالم؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات المحبة والسلام :: الفئة الأولى :: منتدى الشؤون السياسيـة-
انتقل الى: